الثقافة الطبية لدى العامة في البلاد العربية من كافة الشرائح المجتمعية تعاني من قصور شديد، وهذا ما تشير إليه دراسة قام بنشرها أ.د. حاتم العيشي المحاضر في مساق ألف باء الصحة والمرض، بالإضافة لما تشير إليه الخبرة اليومية للأطباء الذين يتعاملون مع المرضى في العيادات والمستشفيات، وللأسف فإن ضعف الثقافة الطبية ينعكس على كل محطات تعامل المريض مع أعراضه ومرضه.
أول هذه المحطات هي “ماذا سيفعل المريض قبل أن يذهب للطبيب”، والمشاكل الأساسية هنا والتي نتعامل معها بالتثقيف في الوحدة الأولى من هذا المساق، هي: أن البعض لا يختار الذهاب للطبيب من الأساس وخاصة في البدايات، بل إنه يطرق أبواب أخرى عديدة، منها: إستشارة غير مختصين، أو الإجتهاد في تشخيص مرضه على الإنترنت -وهو أمر في غاية الخطورة-. أمّا البعض الآخر يختار الذهاب للطبيب ولكنه يتطوع بعمل الكثير من الفحوص مسبقا بدون أي أساس علمى. في أغلب الأوقات قد يتشتت عدد غير قليل من المرضى بما يتعرّض له من أشخاص يستغلون ضعف ثقافته الطبية من ناحية وأمله في حل سريع ونهائي لأي مشكلة صحية قد يعاني منها من ناحية أخرى، مما يستدعي تعريف الناس بطرق التفرقة بين ما قد يفيد فعلا وما هو وهمي حقا ويجب تجنبه تحت أي ظرف.
المحطة الثانية والهامة جدا هي “زيارة الطبيب” والتي بالتأكيد ستكون أكثر فائدة للمرضى وللأطباء لو حصل المرضى على الدراية الكافية بالطريقة التي يعمل بها الأطباء وبنوع المعلومات الذي يعتمدون عليه في التشخيص بالذات، ونوع المساعدة التي يمكن أن يقدمها أيضا المريض في عملية الكشف وحتى في تثقيف المريض بمرضه.
المحطة التي تليها هي مرحلة “ما بعد زيارة الطبيب في العيادة” ويحتاج المريض هنا لدراية بأهمية اتباع تعليمات الطبيب وعدم الإجتهاد في ترجمة نتائج أي فحوص مطلوبة، وعدم الإعتماد على أي شخص غير متخصص في ذلك، واعتماد الطرق المثلى للحصول على المزيد من المعلومات الصحيحة عن مرضه.
نختتم المساق بتقديم مجموعة من المواضيع بهدف التوعية العامة ورفع مستوى الثقافة بها، ونختار هنا أمراض روماتيزمية تعاني من انتشار أعراف سائدة وخاطئة عنها وعن طرق علاجها.
د.حاتم حمدي العيشي – منصة إدراك